The Baghdad Post

الاثنين، 31 يوليو 2017

حالة رعب بالعاصمة بغداد.. من المجهولون الذين يقومون بالخطف والقتل؟ وأين العبادي؟


مراقبون: حيدر العبادي.. أين أنت؟

عمليات الخطف تتم جهارًا نهارًا ومقتل مدير القوة الجوية وكرار نوشي وخطف د. زاير أمثلة واضحة


أثار تجدد حالات الاغتيال والخطف بالعاصمة بغداد، الرعب في صفوف العراقيين عقب وقوع حالات خطرة خلال الأسبوع الماضي، حيث كانت حوادث مرعبة قد حدثت بين ليلة وضحاها، وعلى الرغم من انتشار نقاط التفتيش المرابطة بكل مناطق العاصمة بغداد، وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المكثفة، إلا أن هناك جهات وميليشيات وعصابات مسلحة تتسلل أمام أعين المارة، تقتل وتسرق دون رادع لها.

 

وأعلن النائب في مجلس النواب، كامل غريري، أن نحو ألف مواطن تعرضوا للاختطاف في محافظة بابل خلال السنوات الثلاث الماضية، مطالبًا رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بـوضع حد للانفلات الأمني.


وقال النائب المستقل: "بلغ عدد المخطوفين في شمال بابل خلال السنوات الثلاث الماضية ألف شخص، مصيرهم ما زال مجهولًا، فضلًا عن مقتل المئات".

 

ولفت إلى أن عمليات القتل والاختطاف نفذتها ميليشيات منفلتة خارجة عن القانون، وأضاف أن من بين الذين تم قتلهم نخبًا وكفاءات، منهم عضو مجلس محافظة بابل، عكاب الجنابي، والقاضي إبراهيم الجنابي، فضلًا عن شيوخ عشائر وعسكريين.

 

وطالب البرلماني -وفقًا لتقرير نشره موقع "ميدل إيست أونلاين"- حيدر العبادي بـتحمل مسؤوليته القانونية والوطنية لوضع حد للانفلات الأمني، وفرض القانون ومحاسبة الميليشيات المنفلتة الخارجة عن القانون التي تقوم بتلك الأفعال المشينة.

 

أخطر من العمليات الإرهابية

 

وقال قائد عمليات بغداد، الفريق الركن عبد الأمير الشمري، إنّ تزايد عمليات الخطف في العاصمة أخطر من العمليات الإرهابية في الوقت الذي يخوض فيه العراق معارك شرسة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأكّد الشمري أنه تم القبض على سبع عصابات للخطف والسلب، وتحرير عدد من المخطوفين في بغداد خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرًا إلى انحسار الجريمة تدريجيًا، وطلب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بتشكيل خلية في قيادة عمليات بغداد لمكافحة حالات الخطف بالتعاون مع مجلس القضاء الأعلى لتخصيص قاضٍ للتحقيق في هذه الجرائم.

 

وقال الصحفي صهيب الفهداوي: "وصلنا خبر مقتل مدير نادي القوة الجوية، العقيد بشير فاضل، برصاص مسلحين، ومعه زوجته وأطفاله الثلاثة، وسبقه الممثل المسرحي كرار نوشي الذي قتل بطريقة وحشية بعد يومين من اختطافه في شارع فلسطين، فهناك إذًا عصابات تمتلك الجرأة على خطف شخصيات مرموقة في المجتمع، كما حدث مع مدير قسم الجراحة العامة في مستشفى الشعلة، الدكتور محمد علي زاير، الذي خُطف من عيادته الخاصة".

 

وذكر الفهداوي أن جهات مجهولة أقدمت على اختطافه من عيادته الخاصة في بغداد من غير تحديد المكان، وهو يعمل رئيسًا لقسم الجراحة العامة في مستشفى الشعلة في بغداد.

 

المشكلة في مثل هذه القضايا أنها تدوَّن ضد مجهول قضائيًا، ولا نسمع تصريحًا أو أوامر قانونية أو إلقاء القبض على مجرم واحد في مثل هذه الأفعال.

 

وذكر مهند العيساوي من المرصد العراقي لحقوق الإنسان: "لو كانت هناك إجراءات رادعة حقيقية تتخذها الحكومة، فهل من المعقول أن تبقى هذه الفئة تسرح وتمرح دون خوف وتردد؟ نحن في المرصد العراقي لحقوق الإنسان نستنكر حالات القتل والاعتداءات على المدنيين من قبل هذه الجهات المسلحة المجهولة، كما نطالب بمعاقبة من يحمل السلاح تحت اسم الفصائل المسلحة، واتخاذ العقوبات الصارمة ضدهم ليكونوا عبرة لغيرهم، ونحن نشهد اليوم داخل بغداد ومدن أخرى، وبشكل متواصل، عمليات قتل واختطاف تستهدف مدنيين وناشطين في ظاهرة تثير مخاوف السكان الذين يعبرون عن استيائهم بسبب عدم القبض على الجناة في معظم هذه الحوادث أو مواجهة تزايد عمليات حمل السلاح خارج نطاق الدولة ومؤسساتها العسكرية من مجموعات مسلحة خارجة عن القانون.

 

وناشد عدد من الناشطين المدنيين القوات الأمنية، وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة، بوضع حلول لكل هذه الحالات، فهناك عدد كبير من الناشطين يقبعون في سجون لا يعلم عنها أحد شيئًا، وكذلك تكررت حالات مماثلة لموظفين وأطفال وطلاب تعرضوا لحالات من الخطف والتعذيب والتغييب في سجون سرية، ولا أحد يعلم عنهم شيئًا.

 

وذكرت الناشطة المدنية، أسماء سلمان، عنهم -وفقًا لـ"ميدل إيست أونلاين"- أن "كل شخص في العالم، وليس فقط في العراق، يحرص على العيش في سلام ووئام، ولكن أصبح الناس أكثر إحباطًا واكتئابًا بسبب عدم الاستقرار وانعدام الأمن في الحياة، فكثير من الدول بالعالم تشتهر بمعالمها ومناظرها الطبيعية الخلابة وآثارها العريقة، ويشتهر البعض الآخر بارتفاع نسبة الجرائم والعنف والقتل والفساد، ويرجع ذلك للعصابات التي تسيطر عليها".

 

بينما أورد عضو نقابة الصحفيين العراقيين، عبد الحميد العيثاوي، أن طبيعة التحديات التي تواجه العراق في مرحلة ما بعد داعش خطرة جدًا، مما يتطلب عملًا كبيرًا مشتركًا، لذلك أكد على الأهمية القصوى لوحدة الصف وبذل الجهد الصادق في الوصول إلى الحلول التي تستجيب لحاجة المواطنين وتنهي معاناتهم، وبخاصة مواطنينا في بغداد وباقي المحافظات التي تعاني حالة من الذعر والخوف والهلع نتيجة لتفشي ظاهرة السلب والنهب والخطف والقتل، ومعالجة مثل هذه الحالات الخطرة مع إعادة بناء الدمار غير المسبوق الذي سببه تنظيم داعش الإرهابي والعمليات العسكرية التي رافقت التحرير.

 

وفِي إشارته لخطورة المرحلة، أكد العيثاوي على ضرورة اعتماد الأساليب المبتكرة في التصدي للتحديات والتمسك بالمبادئ والقيم الأساسية التي تجمع العراقيين كمواطنين لهم الحقوق نفسها والواجبات ذاتها.

 

تحذيرات متزايدة

 

وقدَّم المواطن محمود الدليمي تحذيرًا هامًا للجميع، وخاصة من يقود سيارته ليلًا في شوارع بغداد، وهو قد مرَّ بقصة غريبة نوعًا ما، قائلًا: "أثناء قيادتي للسيارة عائدًا إلى بيتي ليلًا، رأيت مقعد رضيع على جانب الطريق وفيه طفل ملفوف ببطانية، لسبب ما لم أتوقف، ولكن شغلني الطفل على ذلك المقعد، وعندما وصلت إلى البيت اتصلت بالشرطة، ولكنهم نصحوني قبل أن يتوجهوا إلى هناك للتحقيق بأن أتوخى الحذر، فهناك عصابات ولصوص يخططون الآن بطرق مختلفة للحصول على أشخاص معظمهم من النساء لإيقاف سياراتهم والنزول منها، فهناك عصابة ذكرتها الشرطة تضع مقعد طفل على جانب الطريق مع دمية توهم المارة بأنه طفـل تخلى عنه أهله في انتظار أحد تأخذه العاطفة للتوقف وإنقاذ هذا الطفل، وعندها يتم الضرب والاغتصاب والسرقة، وعادة ما تترك الضحية مقتولة".

 

اقرأ أيضًا: 

 

المواطنون فزعون .. والعبادي يصف جرائم الخطف والقتل بالتصرفات الفردية!!

م م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق