The Baghdad Post

السبت، 30 سبتمبر 2017

لا مكان بعد الآن لتيلرسون: الخارجية الأمريكية تُعادي الأكراد..وتعمل ضد ترامب!


 موقف تيلرسون من قضية استفتاء كردستان.. موقف إيراني فاضح ومتطابق تمامًا مع ما يريده الملالي! 

 

في الوقت الذي جاء فيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى السلطة بأحلام ومشاريع واضحة في منطقة الشرق الأوسط، في مقدمتها التصدي لنفوذ الملالي والوقوف أمام مشاريعه ووأد المخطط الفارسي القبيح في المنطقة، والوقوف بجانب الأقليات المهضومة حقوقها السياسية، وخصوصًا في الوضع المقلوب في العراق، والسطوة الشيعية البشعة على مقدرات الوطن.

تيلرسون..هل تعمل مع أوباما؟

نرى وزارة الخارجية الأمريكية تقف على النقيض تمامًا وكأنها تعمل مع أوباما وليس مع الرئيس ترامب.
فهي مهادنة في القضايا الشائكة، وهي لا تعترف بالخطر الإيراني!
وربما لاتراه!.

وأكثر من مرة طالبها الرئيس الأمريكي ببلورة موقف يستطيع أن يبني عليه حساباته الرافضة للاتفاق النووي دون جدوى!.

موقف حاد

وفي القضية الشائكة الآن بخصوص استفتاء إقليم كردستان، اتخذت الخارجية الأمريكية موقفًا حادًا للغاية من الاستفتاء، يكاد يكون نشازًا في الموقف الأمريكي كله، كما أنه لم يراعِ الدبلوماسية.

وفجأة وضعت الخارجية الأمريكية نفسها في السلة الإيرانية، وتطابقت مواقفها مع إدارة الملالي، وكأنها تعطيهم ضوءًا أخضر لاجتياح كردستان العراق، أو فرض مزيد من العقوبات المشددة والحصار القاسي.

وقالت الخارجية الأمريكية إنها لا تعترف بـ"الاستفتاء الأحادي" لإقليم شمال العراق، وقال وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، إن واشنطن لا تعترف بـ"الاستفتاء أحادي الجانب" الذي أجرته إدارة إقليم كردستان.

وشدد تيلرسون في بيان على أن "التصويت والنتائج افتقدا للشرعية، ونحن نواصل دعم عراق موحد فيدرالي ديمقراطي مزدهر".

وأعرب عن "قلق الإدارة الأمريكية من العواقب السلبية المحتملة لهذه الخطوة أحادية الجانب".


ولفت تيلرسون إلى أن بلاده عملت مع إدارة الإقليم والحكومة العراقية قبل التصويت لـ"تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة".

 

وأكد أن "هذا الأمر لا يمكن تحقيقه من خلال دعم خطوات أحادية الجانب مثل هذا الاستفتاء".

وحث الأطراف على "الهدوء وإنهاء الاتهامات الكلامية والمعاملة بالمثل"!!

مبعوث ترامب

والمفارقة أن موقف وزارة الخارجية الأمريكية يكاد يكون موقفًا متباينًا تمامًا عن موقف مبعوث الرئيس ترامب، والذي تعامل مع قضية استفتاء كردستان بدبلوماسية شديدة.

وكان مبعوث الرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي، بريت ماكغورك، قد حذر من مخاطر كثيرة قد يجلبها الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق.

وذكر ماكغورك أن موقف واشنطن واضح إزاء هذا الموضوع، وهي تعمل مع جميع شركائها وتأمل في التوصل إلى حل.

وقال مبعوث ترامب إن المجتمع الدولي جاهز لدعم الحوار بين بغداد وأربيل، مشيرًا إلى وجود العديد من المقترحات الإيجابية في هذا الخصوص.

وهكذا، ففي الوقت الذي يتحدث فيه ماكغورك عن حوار بين بغداد وأربيل، ينهي تيلرسون ووزارته القضية تمامًا ويرتمي في الأحضان الإيرانية.

وقال مراقبون إن موقف وزارة الخارجية الأمريكية من استفتاء كردستان موقف إيراني خالص، ولا بد للرئيس دونالد ترامب من أن يعيد اختيار وزير الخارجية الأمريكية، وخصوصًا أنه كانت هناك تسريبات عن طلب تيلرسون شخصيًا إقالته من منصبه، لكن الرئيس ترامب رفض، لكننا نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لإقالته.

وشددوا على أن وجود تيارين داخل إدارة ترامب (تيار مساند ومؤيد لسياساته، وتيار معارض وعلى النقيض) سيؤدي إلى تداعيات خطيرة، وخصوصًا من جانب نظام الملالي الذي سيستغل هذا التناقض ويلعب عليه باستمرار.

وهي ثغرة في إدارة ترامب ولا بد من غلقها تمامًا.

واتخذت حكومة العبادي إجراءات ردًا على استفتاء الانفصال، منها إمهال إدارة الإقليم 72 ساعة، لتسليم إدارة الحدود والمطارات التي تتحكم فيها إلى الحكومة المركزية في بغداد، وحظر الطيران الدولي من وإلى مطاري أربيل والسليمانية بعد رفض إدارة الإقليم تسليمهما للحكومة الاتحادية.

 

م م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق