The Baghdad Post

الخميس، 30 نوفمبر 2017

نجاد يمرِّغ أنف خامنئي في الوحل: الاستياء الشعبي وصل إلى السماء..وقضاؤك فاسد!


هجوم عاصف من نجاد على خامنئي: قضاتك مرتشون فاسدون وعائلة لاريجاني 


مراقبون: معركة خامنئي – نجاد فضحت نظام خامنئي وتلقى تجاوبًا كبيرًا في الشارع الإيراني 

 

شيء واحد من اثنين لا ثالث لهما، إما أن تنجح خطة أحمدي نجاد (الرئيس الإيراني السابق) في النيل من مرشد إيران، علي خامنئي، وهز صورته وتمريغ أنفه في الوحل كما يحدث الآن، بعد إبعاده عن الانتخابات الرئاسية الماضية، وإما أن تنجح الأجهزة الإيرانية المُجرمة في النيل من نجاد وإيداعه السجن بتهم ملفقة أو فرض الإقامة الجبرية عليه مثل خاتمي وكروبي ومير موسوي.

صراع أجنحة

وبرأي مراقبين، فرغم أن نجاد كان ولا يزال عنصرًا أساسيًا في دولة الملالي البغيضة، إلا أن صراع الأجنحة داخل نظام الملالي دفع به لشن هجوم كاسح على خامنئي ومواليه.

وكان أحمدي نجاد (الرئيس الإيراني السابق) قد هاجم السلطة القضائية في طهران، وعلى رأسها صادق لاريجاني، وقال مخاطبًا المرشد الأعلى، خامنئي: "إن استياء المواطن الإيراني وصل إلى السماء".

واتهم نجاد -في رسالة مفتوحة موجهة للمرشد خامئني- عائلة لاريجاني باستخدام السلطة القضائية في العلاقات السياسية والشخصية والأسرية، حسب ما جاء في موقع "بهار" التابع للرئيس الإيراني السابق.

وخلال الأسابيع الماضية، هاجم أحمدي نجاد ومقربوه، مثل حميد بقائي (مساعده الأول في فترة الرئاسة)، السلطة القضائية في إيران.

 

وقال نجاد قبل يومين: "لم نتوقع أن تكون لنا ديكتاتورية قضائية".

وأضاف أحمدي نجاد الذي يسعى إلى كسب شرائح المجتمع الغاضبة من سياسات طهران بعد تأسيسه جماعة موازية للفكر المتشدد في البلاد: "السلطة القضائية التي يجب أن تكون هي الضامن لحرية الشعب وأمنه وعدالته، باتت محط اتهام عند الرأي العام لأسباب مختلفة".

السلطة القضائية فاسدة ومنحطة

وكشف نجاد عن وجود نحو 17 مليون ملف معطل في المحاكم الإيرانية، في إشارة منه لعدم كفاءة السلطات القضائية والمشاكل الأساسية في ذلك الجهاز الذي يشرف عليه المرشد بشكل مباشر من خلال تعيين المسؤولين فيه.

وقال أحمدي نجاد مخاطبًا خامئني بصراحة غير مسبوقة: "الاستياء العام من أوضاع البلاد وجهاز السلطة القضائية وصل إلى حالة غير مسبوقة، وصراخ المواطنين نتيجة الظلم وصل إلى السماء".

لاريجاني منحرف

وقال: "إن أسرًا قليلة تريد السيطرة على (مكتسبات الثورة الإسلامية)"، في إشارة إلى أسرة لاريجاني النافذة في مراكز القرار في طهران.

وأضاف الرئيس الإيراني السابق متطرقًا للسلطة القضائية: "الوقوف أمام هذه السلطة المنحرفة مدعاة للفخر".

وكان غلام حسين محسني إيجئي (المتحدث باسم السلطة القضائية) قد هدد أمس، الثلاثاء، بملاحقة أحمدي نجاد قانونيًا في حال استمر في هجومه ضد القضاء الإيراني.

وكانت الصراعات بين أجنحة النظام الإيراني قد تصاعدت ووصلت إلى حد تبادل التهم بـ"الفساد" و"العمالة للأجنبي" و"استغلال السلطة لممارسة القمع" بين كبار الشخصيات الإيرانية، سواء أولئك الذين في الحكومة أو خارجها ممن يطمحون للوصول إليها مع التيار المتشدد المقرب من المرشد خامنئي والذي يهيمن على مراكز صنع القرار في البلاد.

وفي جديد هذه الصراعات، أغلقت السلطات الإيرانية مؤخرًا صفحة الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، على الموقع الرسمي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي هو عضو فيه، وذلك بعدما هاجم عائلة لاريجاني التي تسيطر على القضاء ومجلس الشورى (البرلمان) واتهمها بالظلم والقمع والرضوخ للأجنبي، على حد تعبيره.

كما اتهمها بالاستحواذ على السلطة والثروة والمناصب، وفي المقابل اعتقال وتعذيب كل من ينتقدها، وذلك خلال كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره، وقال نجاد في كلمته التي نُشر مقطع منها على موقع "دولت بهار" التابع له، إن استدعاء مساعديه وأعضاء حكومته السابقين يأتي في إطار زيادة الضغوط عليه لعدم كشفه ملفات فساد رئيس القضاء، صادق لاريجاني، وأشقائه.

ويقول مراقبون إن ظاهر الصراع الدائر هو على مكافحة الفساد، لكنه في المضمون صراع أجنحة السلطة، حيث يهيمن الجناح المقرب من خامنئي على القضاء والاقتصاد ومراكز صنع القرار، ويستخدم ملفات الفساد لإزالة خصومه من خلال إدانتهم أو سجنهم أو فرض قيود وغرامات باهظة عليهم.


وتضع منظمة الشفافية الدولية إيران على رأس قائمة الدول الأكثر فسادًا، وتحتل المرتبة 136 من أصل 175 دولة من حيث الفساد.

ويقول مراقبون لـ"بغداد بوست" إن معركة نجاد – خامنئي سببت صداعًا هائلًا لخامنئي، وأثرت كثيرًا على صورته التي يسعى لأن تكون إلهية، بعدما أظهره فاسدًا ويحتمي به الفاسدون، وأشاروا إلى أنها تلقى قبولًا وتجاوبًا كبيرين لدى الشارع الإيراني.

م م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق