The Baghdad Post

الأربعاء، 31 يناير 2018

رسالة أمريكية للدوحة: لا داعي لمزيد من الثرثرة.. خلافات الخليج تُحَلُّ داخله


مراقبون: قطر تُصِرُّ على تسويق مظلوميتها وواشنطن تشعر بالازدراء تجاهها

 

 
لا يجد تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة أذنًا مصغية من أحد، سواء كان داخل العالم العربي أو خارجه؛ فالجميع لا يريدون الاقتراب منه، فهو نظام إرهابي أغبر، والاقتراب منه تهمة والابتعاد عنه "غنيمة".

ومؤخرًا حاول تنظيم الحمدين أن يلتف على الإدارة الأمريكية ويدفعها للتدخل في الأزمة الخليجية والحصار المفروض على إمارته "للإرهاب"، لكنه فشل فشلًا ذريعًا بعدما جاءته الرسالة واضحة من واشنطن: "خلافات الخليج تُحَلُّ داخله، ولا داعي لمزيد من الحرب الكلامية!".

وكانت الإدارة الأميركية قد أحبطت آمال قطر في إحداث تحول في موقف واشنطن لصالحها في النزاع مع دول المقاطعة.


تهدئة التوتر


ودعا وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جميع أطراف النزاع بين قطر ودول المقاطعة إلى تهدئة التوترات.


وقال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، خلال لقاء مشترك بين وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين ونظيريهما القطريين: "من الضروري أن تعمل كل الأطراف على الحد من الحرب الكلامية وأن تتحلى بضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد والعمل من أجل التوصل إلى حل للخلاف".

وقال مراقبون أميركيون -وفق تقرير لجريدة العرب- إن واشنطن ما زالت متمسكة بخط سياسي حذر في مسألة النزاع الذي أدى إلى قطع كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر ووقف التعامل معها في كافة المجالات.

كما كشفت مصادر قريبة من وزارة الخارجية الأميركية أن الاتصالات الدبلوماسية الأخيرة بين واشنطن والدوحة للتحضير لزيارة الوفد الوزاري القطري إلى العاصمة الأميركية اقتصرت على ما يرتبط بالعلاقات الثنائية ومسائل التعاون العسكري، لا سيما ذلك المتعلق بالوجود الأميركي فوق الأراضي القطرية، وأن الطرف الأميركي نصح الدوحة بعدم التعويل كثيرًا على أي موقف أميركي جديد يختلف عن ذلك الذي صدر سابقًا بشأن المقاطعة العربية لقطر.

 

وقالت المصادر إن واشنطن ما زالت تعتبر الخلاف الخليجي "شأنًا عائليًا"، حسب ما صرَّح به الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عند نشوب الأزمة، كما أن واشنطن ما زالت داعمة للوساطة الكويتية التي لم يظهر لها أي بديل.


شأن عائلي

وكشفت مصادر أميركية أن واشنطن لا تعتبر الأزمة العربية مع قطر أولوية بالنسبة إليها، خصوصًا أن هذا الخلاف لا يمس مصالح الولايات المتحدة الثنائية مع دول المنطقة، كما لا يعيق الاستراتيجية الجديدة التي تعتمدها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأن تطوير علاقات الدوحة مع واشنطن يتكامل مع تطوير طبيعي للعلاقات الأميركية مع كافة دول المنطقة، ولا يمكن أن يكون حافزًا لتبدل الموقف الأميركي لصالح هذا الطرف أو ذاك داخل الأزمة القطرية.

وقال مراقبون لـ"بغداد بوست" إن الرد الأمريكي الحاد على وفد تنظيم الدوحة الموجود الآن في واشنطن يؤكد انهيار قطر، ودفعها ثمنًا باهظًا جراء تمسكها بإرهابها وتمسكها بسياسة دعم المتطرفين؛ ولذا فالأزمة ممتدة وقد تطول أكثر مما هو مقدر لها، إلا إذا أقدمت الدوحة على تقديم تنازلات جوهرية لدول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، أما بغير ذلك فالأزمة لن تنفك.

م م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق